يتخبط عشرات التلاميذ بالمدرسة الابتدائية بالمجمع الريفي قمامر
التابع إداريا لبلدية سد رحال بدائرة مسعد في الجلفة، في مشاكل لا حصر لها
بسبب التهميش المفروض عليهم من طرف السلطات المحلية نتيجة بعدهم عن أعين
مسؤولي ولاية الجلفة التي تبعد عنهم بنحو 200 كلم.

يزاول أكثر من 140 تلميذ دراستهم بمؤسسة بها 04 حجرات دراسية
بمعدل 40 تلميذا في القسم الواحد في ظروف جد مزرية، ويشرف على تأطيرهم3
مدرسين من بينهم مدير المدرسة الذي اضطر إلى التدريس بسبب نقص المدرسين في
العربية، أما اللغة الفرنسية فإن التلاميذ معفيين منها نتيجة عدم توفير
المديرية الوصية لمدرسين، الأمر الذي زاد من غضب الأولياء، الذين صبوا جام
غضبهم على السلطات التي حرمت أبناءهم كذلك من الإطعام، بما في ذلك الوجبات
الباردة، التي تعتبر حقا مشروعا لهم على غرار أقرانهم عبر جميع أرجاء
ومناطق الوطن .

ودعا الأولياء في سياق حديثهم لـ"الشروق" التي وقفت على معاناة
التلاميذ بعين المكان، مدير التربية لفتح تحقيق عاجل لمعرفة الجهة التي
حرمت أبناءهم من وجبات الإطعام، خاصة وأن الكثير من التلاميذ يضطرون للبقاء
بالمدرسة لمدة تتجاوز الـ10 ساعات يوميا دون الرجوع لمنازلهم الموجودة على
مسافة تتجاوز الـ20 كلم من المدرسة، كما استنكر ذات الأولياء عدم انجاز
مراحيض بالمدرسة مما يضطر التلاميذ لقضاء حوائجهم في الخلاء، هذا فضلا عن
حرمان المدير والمعلمين من السكنات الوظيفية، مما دفعهم إلى المبيت داخل
الأقسام المحرومة من الكهرباء والمياه الشروب وكذا الصرف الصحي، هذه
الأوضاع المزرية دفعت الكثيرين إلى توقيف أبنائهم عن الدراسة، خاصة بعد
إصابة بعضهم بأمراض معدية نتيجة استهلاكهم لمياه ملوثة مخزنة في صهريج معرض
لأشعة الشمس على مدار أيام السنة، باختصار فإن قرابة 140 تلميذ يصارعون من
أجل طلب العلم وسط تهميش وحڤرة لا يمكن وصفها.