أعطى وزير التربية، عبد اللطيف بابا أحمد، أول أمس، تعليمات تحمل صيغة ''التنفيذ الفوري'' لمديري التربية بإتمام بعض القرارات العالقة خلال الأسبوع المقبل، على رأسها عملية الإدماج وتركيب وسائل التدفئة وأجهزة الإعلام الآلي. كما أعلن الوزير عن تشكيل لجنة وزارية مشتركة تضم قطاعه والداخلية والبريد، من أجل استلام الأولياء منحة الـ3000 دينار قبل الدخول المدرسي، وكذا رفع تسعيرة الحجم الساعي للدعم إلى 500 دينار، للقضاء على الدروس الخصوصية.
تميّزت الندوة الوطنية التي جمعت وزير التربية بمديري القطاع للولايات لعرض نتائج التقييم الثلاثي الأول للموسم الدراسي الحالي، بالإعلان عن قرارات جديدة تخص الأساتذة والتلاميذ، أرفقها بابا أحمد بـ''توعدات'' لمسؤولي القطاع بمعاقبتهم في حال تماطلوا في تجسيدها ودخول بعضها حيز الخدمة الفعلية الأسبوع الجاري، خصوصا بعد إلغائه تبعية مفتشي التربية أيضا لمديريات التربية بعد تسجيل تعرضهم إلى ضغوطات، وجعلهم تحت تصرف المفتشية المركزية في الوزارة. وكشف مصدر مسؤول لـ''الخبر'' أن الوزير أمر مديرية المستخدمين بالانتهاء الفوري من إتمام عمليات الإدماج المترتبة عن تطبيق القانون الأساسي الجديد لصالح أسلاك التربية الوطنية، تماشيا والمرسوم المتضمن للنظام التعويضي الجديد الذي أقر زيادات في الرواتب الشهرية، فضلا عن تنصيب وإعداد مناهج وكتب مدرسية لمختلف المواد التعليمية، بما فيها اللغة الأمازيغية، وتحضير مشروع تمهيدي خاص بتعديل الزمن الدراسي في مرحلة التعليم المتوسط.
كما تم تكييف أدلة المعلم وفقا للزمن الدراسي الجديد والمناهج المخففة في مرحلة التعليم الابتدائي، مع إثـراء المكتبات المدرسية بالمؤلفات من أجل ترقية المطالعة في الوسط المدرسي.
وفي شق التدفئة المدرسية، أفاد مصدر ''الخبر'' بأن الوزير كان شديد اللهجة مع مديري التربية للولايات، حيث أمرهم بالشروع، ابتداء من اليوم، في تركيب جميع الأجهزة في المدارس المنعدمة فيها التدفئة خلال مدة لا تتجاوز أسبوعا، وإبلاغه بالنتائج الرسمية بعد انقضاء هذه المدة. وسجل الغلاف المالي المخصص لرخصتي برنامجي التهيئة وتجديد التجهيز، بما في ذلك التدفئة، ارتفاعا على التوالي من 5, 3 مليار دينار و2 مليار دينار للسنة المنقضية، إلى 8 مليار دينار و13 مليار دينار بعنوان السنة المالية 2013.
وكشف المسؤول الأول عن قطاع التربية عن رفع سعر الساعات الإضافية في دروس الدعم في المتوسط والثانوي إلى 500 دينار، تكون تمهيدا للقضاء على الدروس الخصوصية التي خلقت فوارق بين التلاميذ، بحيث أصبح أبناء ميسوري الحال غير قادرين على دفع مستحقاتها نظرا لغلائها، وهو الإجراء الذي لقي خلال الندوة الوطنية ''قبولا'' من قبل النقابات، لكونه يصب لصالح الأساتذة والتلاميذ معا.
وفي جانب النشاط الاجتماعي، أعلن بابا أحمد، حسب مصدرنا، عن تشكيل لجنة وزارية مشتركة تضم قطاعه والداخلية والبريد والمواصلات، من مهامها تسليم منحة الـ3000 دينار لمستحقيها قبل الدخول المدرسي، مثلما كان يحدث سابقا، حيث كانت المجالس الشعبية البلدية تتأخر في توزيعها بعد استلام قائمة المعوزين التي يستفيد منها 96 بالمائة، فيما استفاد أيضا 4 ملايين و200 ألف تلميذ من مجانية الكتاب المدرسي، بينما بلغت نسبة المستفيدين من المطاعم المدرسية في التعليم الابتدائي 27, 83 بالمائة.